صفات المعلّم المتميز

General discussions Concerning Iraqi Higher Education

Moderator: Al-Wahedi

Post Reply
Al-Wahedi
Site Admin
Posts: 297
Joined: Fri Nov 26, 2004 2:24 pm
Contact:

صفات المعلّم المتميز

Post by Al-Wahedi »

صفات المعلّم المتميز

ترجمة: هاشم كاطع لازم / استاذ مساعد hashim_lazim@yahoo.com
قسم الترجمة – كلية الآداب – جامعة البصرة

15-10-2011 | (صوت العراق)

كنت دوما أتوق الى ممارسة مهنة التعليم فقد وضعت نصب عيني أهمية (التعامل مع الحياة وأختبارها من خلال تعليم الآخرين). وبسبب ذلك لم يخطر في بالي أبدا أن أكون معلما عاديا مملا!من هنا دأبت على الدوام على طرح السؤال الآتي: ماالذي يجعل المعلّم متميزا في أداءه؟ نحن على وجه العموم نعرف المعلمين المتميزين والسيئين من خلال المشاهدة. لقد كنت أفكر مليا بالمعلمين الذين أحببتهم ودواعي مثل ذلك الحب لتلك القلة القليلة التي تحمل مثل هذه المزايا.
1.
الثقة بالنفس. المعلمون المتميزون يثقون بأنفسهم وقدراتهم رغم العقبات والمشاكل التي تواجههم والتي يصل بعضها حد النكسات ، فالتلاميذ الصغار يمكن أن يتصرفوا بقسوة أزاء بعضهم البعض وربما يمتد سلوكهم الفظ الى المعلمين أو تبدر عنهم مواقف صعبة خاصة المراهقين منهم. لقد صادفت معلمين صفتهم المميزة السلوك العصبي اثناء التدريس وثمة آخرين لم يؤدوا واجباتهم بالمستوى المطلوب بسبب الخجل والتردد. ولم يكترث المعلمون المقتدرون كثيرا للأخطاء التي يقعون فيها والتي ربما تجعلهم يشعرون بالأرتباك ، فيما لايظهر التلكؤ على المعلم المتمكن الذي يواصل درسه رغم الهفوات المتوقعة والتي ربما يحولها بذكاء الى دعابة تسر التلاميذ!
2.
الصبر. سعى بعض أفضل المعلمين الذين تتلمذت على أيديهم الى تقديم يد العون الى تلاميذ مروا بفترة انهيار ذهني بفضل صبرهم العالي الذي مكّنهم من مواصلة مساعيهم حتى النهاية. ولم يتردد أولئك المعلمون من ايضاح أو تفسير مفهوم أو فكرة لم أتمكن من أستيعابها نظرا لأصرارهم على أيصال الفكرة الى أذهان التلاميذ بصرف النظر عن الفترة التي يستغرقها مثل ذلك الأمر.
3.
التعاطف الحقيقي مع التلاميذ. لابد أن نكون قد واجهنا ، أثناء دراستنا ، أحد المعلمين السيئين ممن لم يبد ثمة أهتمام بالأسباب والتبريرات التي قدمناها! ورغم أن بعض تلك التبريرات كانت واهية دون شك الا
أن الكثير منها كانت صحيحة. من هنا يعمد المعلمون المتميزون الى أبداء الأهتمام بتلامذتهم بصفتهم أشخاصا والعمل على مساعدتهم. ومثل هؤلاء المعلمين يمتلكون حاسة سادسة حين يلاحظون أن أحد تلامذتهم بحاجة الى المزيد من الأهتمام ، فضلا عن أن مثل هذا الأهتمام يصدر عن طيب خاطر سيما وانهم يستثمرون الفرص المتاحة للتحاور مع التلاميذ حول مواضيع خارج أطار المواد الدراسية المقررة ويعتبرون ذلك جزءا من عملية التعليم. كما أن لدى النخبة المتميزة من المعلمين الرغبة للتحدث نيابة عنا مع المعلمين الآخرين أذا أقتضى الأمر ذلك لأن أهتمامهم بنا يتعدى جدران المدرسة الى خارجها.
4.
التفهم. يعي المعلمون المتميزون تماما طرق التعليم الصحيحة ، فهم لايلتزمون بأسلوب تعليمي جامد ويصرون على أتباعه وتطبيقه حيث تراهم خلاف ذلك يبدون المرونة الكافية في أسلوبهم التعليمي ويعمدون الى تكييفه وتعديله وفق مقتضى الحال. ويصل تفهمهم حد أدراك الأشياء الصغيرة التي تؤثر على قدراتنا في التعلم مثل حالة الجو ودرجة الحرارة داخل قاعة الدرس وغير ذلك. ويبدي أولئك المعلمون تفهما للطبيعة البشرية ومدى نضوج المراهقين على نحو خاص وغيرها من الأمور التي تمس حياة التلاميذ. بوجيز العبارة دأب معلمونا البارزون على التعاطي معنا بصفتنا أناسا حقيقيين وليس مجرد (تلاميذ)!!
5.
النظر الى الحياة على نحو مختلف وشرح المواد الدراسية وفق روحية متجددة. هناك أساليب تعليم عديدة ومتنوعة تتباين قدرات المعلمين في تدريسها الأمر الذي يسهّل على الطلبة أجتياز مادة دراسية بنجاح ما أو الأخفاق فيها. تجدر الأشارة الى أن المعلمين السيئين يدرسون طلبتهم وفق منهج واسلوب ثابت لايتغير أعتمادا على الطريقة التي تعلموها في المدارس ، وهذا أمر ربما يفلح مع بعض الناس لكنه يفشل مع آخرين. أما المعلمون المتميزون فيعمدون الى انتهاج طرق واساليب تعليمية مختلفة تتباين أو تتكيف مع مدى فهم التلاميذ للمادة الدراسية وتجاوبهم معها ، فهم على سبيل المثال يتحاشون الصيغ المجردة ويتجهون صوب أيضاح ماتمثله تلك الصيغ مستعينين بالصور الذهنية أو الواقعية. وتحقيق مثل هذا الأمر ليس بالأمر الهيّن لأنه يتطلب فهما واسعا لطبيعة المادة الدراسية فضلاعن المقدرة على التعامل مع تلك المادة من أوجه وطرق مختلفة.
6.
التفاني بهدف تحقيق التميز. تسعى الصفوة البارزة من المعلمين المتميزين الى تحقيق أفضل أداء من جانب التلاميذ ومن جانبهم أيضا ، وهم بذلك لن يهدا لهم بال حين يحصل تلامذتهم على علامات ضعيفة لأن مثل هذا الأمرسوف ينعكس على أداءهم التعليمي وكذلك على مقدرة التلاميذ على التميز. كما يعمد أولئك المعلمون الى تشجيع التلاميذ على تبادل الأفكار ويقدمون الحوافز المناسبة (اعفائهم من أنجاز أحد الواجبات البيتية على سبيل المثال) بهدف دفعهم للتفكير خارج أطار مواضيعهم التي يدرسونها. وهم يشجعون التلاميذ ايضا على تنمية قدراتهم الذهنية وليس مجرد حفظ نصوص جامدة مما يعني أنهم يسعون بكل جد لتعليم التلاميذ واعانتهم على تطبيق ماتعلموه وليس مجرد التفكير بالنجاح في الأختبارات.
7.
تقديم الدعم المتواصل. يعلم المعلمون المقتدرون أن بمقدور التلاميذ جميعا أن يحققوا نتائج متميزة أذا تيسرت لهم الأجواء المناسبة ، وهم بذلك لن يتقبلوا فكرة أن الطالب (قضية خاسرة)!أنهم يقفون الى جانب التلميذ الذي يشعر بالأحباط ويهيئون الأرضية المناسبة لأستيعاب المادة. كما أنهم يجهدون لأشاعة جو دراسي مناسب من خلال التصدي لأية مظاهر تهكم ربما تحصل داخل القاعة الدراسية وربما يمتد مثل ذلك الأمر الى خارج القاعة الدراسية رغم صعوبة التصدي لمثل هذه المظاهر في أروقة المدرسة.
8.
الرغبة في مساعدة التلاميذ على حسن الأداء. لن يعمد المعلمون من النخبة المتميزة الى ايقاف عملية التعليم حين يدق الجرس , فتراهم يتواصلون مع التلاميذ بعد انتهاء الحصة الدراسية لأنهم يدركون أن بعض التلاميذ يحتاجون الى المزيد من الأهتمام والمساعدة وهو أمر يعتبرونه جزءا لايتجزا من واجبهم. وهم بذلك ينطلقون من منطلق أن واجبهم لايقتصر على حصول التلاميذ على درجات عالية في المواد الدراسية فحسب أنما الأخذ بايديهم للنجاح والتميز في حياتهم المستقبلية. كما أنهم يدركون تماما أن حسن الأداء لايتعلق بالحصول على درجة عالية في أختبار ما أنما العمل على أستيعاب المادة الدراسية والتمكن منها.
9.
الشعور بالفخرلدى تحقيق التلاميذ نتائج متميزة. يشعر المعلمون الأكفاء تلامذتهم أنهم سعداء بسبب ماأحرزه التلاميذ من علامات متميزة أو بسبب تبوأهم مكانة مرموقة في المجتمع. وترى الأبتسامة تعلو وجوههم ويخبرونك بالأنجاز الذي تمكنت من تحقيقه مثلما يسعون الى أخبار المعلمين الآخرين بما تحقق من انجاز. فضلا عن ذلك لايحتفي أولئك المعلمون بالتلاميذ المتميزين جدا فحسب أنما يحتفلون بأية أنجازات يحققها التلاميذ عموما .
10.
الأهتمام بالأمور الحياتية اليومية. لايبدي المعلمون المتمرسون أهتماما بيّنا بالمواضيع التي يدرّسونها فحسب أنما يظهرون حماسة واضحة حيال ذلك. كما أن حماستهم تمتد الى أشياء أخرى كثيرة فهم على سبيل المثال يمتدحون الطقس الجميل ويشعرون بالسعادة وهم يتبادلون الرأي مع التلاميذ حول أحدى المسلسلات التلفزيونية التي عرضت في الليلة السابقة. وبسبب حماستهم العالية فأنهم يسلكون طريق التحدي وليس السلوك اليومي المعتاد فيخلقون بذلك الدافعية والحوافز لدى تلامذتهم
Post Reply