كفاءات علمية ضائعة

General discussions Concerning Iraqi Higher Education

Moderator: Al-Wahedi

Post Reply
Al-Wahedi
Site Admin
Posts: 297
Joined: Fri Nov 26, 2004 2:24 pm
Contact:

كفاءات علمية ضائعة

Post by Al-Wahedi »

!كفاءات علمية ضائعة في عراق الديمقراطية
--------------------------------------------------------------------------------

الكاتب: المستقبل العراقي

16/8/2012 12:00 صباحا

د.رعد عباس ديبس

بفضل نظام البعث الفاشي تفرق أبناء العراق في جميع أرجاء المعمورة وكابدوا ما كابدوه من ألم الغربة وصعوباتها, ولكن الكثير منهم صارع جميع الصعوبات والظروف القاسية واستطاع أن يخط لنفسه مسيرة علمية وتقنية والكثير من هؤلاء عملوا في المجتمعات المتواجدين فيها ونالوا إعجاب واحترام الناس هناك لجديتهم وتفانيهم في عملهم ولرفعت مستواهم العلمي, هذا بالاضافة إلى جيل ولد ونشأ في الغربة وأصبح فعالا في الحياة العلمية والثقافية للبلدان المقيم فيها أو يحمل جنسيتها, والجميع يعيش بسلام وطمأنينة في ظل الخدمات المتوفرة والتي تكون راقية في البلدان المتقدمة وجيدة في البلدان الأخرى.
ولكن العراقيين بشكل عام والذين خرجوا قبل سنة 1991 بشكل خاص لديهم حنين قوي للوطن, حيث عاشوا داخل الوطن سنوات المد الوطني التقدمي والعطاء والذود عن المبادئ, وأخرجوا مجبرين حاملين حلم العودة إلى وطن ديمقراطي, وقد نما هذا الحلم في داخلهم وربوا عليه أولادهم الذين لم يروا العراق قط ولكنهم عرفوه من خلال حكايات آبائهم عن الطيبة والشهامة والمحبة التي عاشوها في العراق.
وبعد سقوط النظام الصدامي في سنة 2003 اعتقد المغتربون العراقيون, ومن بينهم أصحاب الكفاءات وذوي الخبرة في جميع المجالات العلمية والإنسانية, أن الحلم سيتحقق وان الوطن سيفتح لهم قلبه قبل أبوابه وخاصة أن جميع الحكومات المتعاقبة تدعو أصحاب الكفاءات للعودة إلى الوطن للمساهمة في بنائه ورفع مستواه العلمي والثقافي بعد أن دمره نظام صدام, فهرع عدد ليس بالقليل لتحقيق حلمهم والمساهمة بإغناء بلدهم بما اكتسبوه خلال غربتهم الطويلة من الخبرة والآليات العلمية والتقنية, ولكنهم صدموا بكم العقبات والمعوقات التي جابهتهم من جهتين, الأولى في القوانين القرقوشية التي تفصل حسب المقاس في حالة التعيين الجديد أو في حالة إعادة التعيين, ومن الناحية الأخرى المسؤولين الذين أما أن يكونوا من بقايا النظام السابق الحاقدين, أو من مزوري الشهادات الخائفين على مناصبهم من القادم الكفء.
وأضرب مثلا لحالتين يعاني فيها العراق نقصا حادا في الكوادر العلمية وكيف عومل أصحابها. الحالة الأولى لأستاذ يحمل شهادة الدكتوراه في الكيمياء كان رئيس قسم في الجامعة المستنصرية قبل مغادرته العراق في بداية الثمانينات لرفضه التبعيث, وعندما عاد إلى العراق لكي يعود إلى الخدمة في الجامعة المستنصرية وبعد أن دار دورة طويلة للحصول على الأوراق المطلوبة من بطاقة السكن وبطاقة التموين والشهود وما إلى ذلك, وبعد أن أتم كل هذه الإجراءات تطالبه الموظفة بتأييد صحة صدور لشهادته وهو الذي كان رئيس قسم واغلب الأساتذة الموجودين في القسم الآن كانوا من طلابه. علما بان جميع الجامعات العراقية تشكو من قلة حملة شهادة الدكتوراه في كادرها التدريسي.
الحالة الثانية هي مجموعة من الأطباء من أصل عراقي تخرجوا من الجامعات السويدية وبعد تخرجهم عملوا في المستشفيات السويدية التي هي من المستشفيات الراقية في أوروبا وتطلب من الفريق الطبي العامل لديها كفاءات عالية وخبرة, وأراد هؤلاء الشباب خدمة بلدهم الأصلي ولكنهم فوجئوا بان معادلة شهادتهم تتطلب امتحانا في العراق فاستنكفوا وعدلوا عن فكرة العودة. علما بان العراق يحتاج إلى آلاف الأطباء لان جميع مستشفيات العراق تعاني نقصا في الأطباء.
فإذا أراد أصحاب القرار للعراق أن يتقدم فعليهم تسهيل عودة الكفاءات العلمية وتذليل الصعاب لهم لأنهم هم الذين سيساعدون في رفعت ورقي العراق وبلوغه مصاف الدول المتقدمة.
الظاهر أن هناك أيادي كثيرة, أشرنا إلى بعضها, تحاول منع الكفاءات من العودة إلى العراق كل حسب غايته ولكي لا يتمتع هذا الوطن بما اكتسبه أبناؤه من الخبرة في عملهم في البلدان المتقدمة, ولكي لا يتمتع أبناء الوطن بالعودة إلى دفئ وطنهم وأحضان أهلهم.
Post Reply