المرحوم الاستاذ الدكتور محمود الجليلي
Posted: Wed Nov 23, 2011 6:15 pm
المرحوم الاستاذ الدكتور محمود الجليلي
وادخلي جنتيʘ فادخلي في عبادي ʘ ارجعي الى ربك راضية مرضية ʘ"ياأيتها النفس المطمئنة ʘ
فقد العراق والامة العربية والموصل الحدباء علماً من أعلام الطب والعلم والثقافة والمبدأ الثابت، هو العلامة الطبيب والمعلم الاستاذ الدكتور محمود الجليلي رحمه الله وأحسن اليه.
لقد كتب العديد من أساتذتنا وزملائنا مايليق بصاحب الذكر الحسن المرحوم الاستاذ الدكتور الجليلي "وإنما المرء حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن روى"، ونشروا بالتفصيل مسيرة حياته العلمية والاجتماعية الفريدة.
ولقد لخص موقع المجمع العلمي العراقي مسيرته حيث ذكر بأنه دخل كلية الطب ببغداد في عام 1937 وتخرج فيها بدرجة بكالوريوس طب وجراحة عام 1943. نال من جامعة القاهرة دبلوم الدراسات العليا في الامراض الباطنية عام 1945 ومن جامعة لندن عام 1946. ثم التحق بجامعة هارفرد وحصل على ماجستير علوم بالطب الباطني عام 1954. في العام 1946 عين طبيبا في المستشفى الحكومي ومن ثم استاذا مساعدا في كلية الطب عام 1953 واصبح مديرا لمعهد البحوث الطبية عام 1956 فاستاذا في كلية الطب بجامعة بغداد عام 1961 ورئيس دائرة الطب وقسم الطب بجامعة بغداد عام 1963-1967 ورئيس جامعة الموصل عام 1967.
اختير عضوا عاملا في المجمع العلمي العراقي عام 1963-1996 ونائب الرئيس الاول 1979. وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية في القاهرة منذ عام 1970 وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بدمشق وعضو مؤازر في مجمع اللغة العربية الاردني وزميل كلية الاطباء الملكية بلندن وعضو فيها منذ عام 1946 وعضو مجلس جامعة بغداد عام 1963-1967. وعضو المجلس الاعلى للبحوث العلمية 1946-1967 وعضو اتحاد الاطباء العرب في القاهرة. نشرت اكثر بحوثه ودراساته في دوريات عالمية مختصة وفي مجلة المجمع العلمي العراقي وبعض المجلات العربية.
في كلية الطب تبدأ مرحلة الدراسة السريرية في الصف الرابع وتستمر حتى الصف السادس حيث التخرج. وهناك تعرفنا على جل أساتذتنا في كافة الاختصاصات إما مباشرة أو بالسماع عنهم. وكان للمرحوم الاستاذ الجليلي وقع خاص لدى الطلبة حيث كان الاستاذ العالم المهيب المتفاني الدؤوب الذي أعطى كل وقته للتعليم والعمل. كان شديد المراس لايثنيه عما يؤمن به، وكان يمنح جل جهده ووقته للكلية والمستشفى ولم يأبه كثيرا بالعيادة الخاصة.
كان لي الشرف أن يكون الجليلي رئيس لجنة امتحاني في الطب الباطني في نهاية الصف السادس. وبالرغم ما عرف عنه بالصرامة والشدة فقد أثبت خلال تلك اللحظات العصيبة التي يمر بها الطالب بأنه ذلك المربي الفذ اللين العريكة المريح للنفس. ولله الحمد كنت عند حسن تقديره وتخرجت الاول على دفعتي في الكلية.
وعند تعييني عام 1968 في المستشفى الجمهوري كمقيم سنة أولى تسنمت مسؤولية الردهة السادسة بسبب قلة المقيمين الاقدمين في تلك الفترة حيث استلمت وجبتنا من المقيمين الدوريين المسؤولية كاملة في مختلف الردهات بدون مقيم أقدم، وهذه حالة غير معهودة. كان الاستاذ الجليلي هو المسؤول عن الردهة السادسة وشاركه فيها الاستاذ الدكتور المرحوم زهير قصير ومن بعد ذلك التحق الدكتور قيس الملي. عند مباشرتي حاولت أن "أجدد" في تنظيم غرفة الطبيب المقيم على يسار مدخل الردهة. كانت إحدى زوايا الغرفة مكدسة بملفات وعلب لم يدخلها النور لسنوات عديدة كما تبدو في حينها. وعند القيام بتفريغ الرفوف شاهدت ما بهرني ولحد الان. كانت هناك على الرفوف العشرات من القناني الصغيرة بحجم 30 مليلتر محكمة الغطاء وتحوي سائل الفورمالين تسبح داخلها أكباد فئران مختبرية. كانت تلك بقايا البحوث التي قام بها الاستاذ محمود الجليلي في الاربعينات من القرن، كما صرح بها الاستاذ زهير قصير. لقد كان رحمه الله مولعا بالبحث في أسرار تشمع الكبد. لقد بهرني هنا الاستاذ محمود كباحث حيث ان القيام بالبحوث المختبرية من قبل استاذ الطب السريري في ذلك الوقت شئ غير متعارف عليه وطريق لايسلكه الكثير من الاطباء. واحنيت رأسي أمام هذا المربي والرائد وعرفت حينئذ بأن الربط بين العمل السريري والبحث المختبري ممكن ومهم.
مما يذكر بالعرفان للأستاذ المرحوم الجليلي أسلوب تدريسه المتميز النظري والعملي وكذا تنظيمه ومتابعته للبرنامج التعليمي لطلبة المراحل السريرية حيث استحدث برنامج الحلقات النقاشية للطلبة فوزع الطلبة على مجاميع لكل مجموعة استاذا يشرف عليهم من قسم الباطنية ووفق جدول منظم حيث يبدأ البرنامج صباحا وفي تمام الساعة الثامنة ولمدة ساعة واحدة. وترى الجليلي وكأنه في الميدان العسكري وبكل حرص وتفان يتفقد كل المجاميع والويل لمن لم يحضر من الطلبة "والاساتذة"! وقد كان هذا البرنامج رديفا مهما جدا للتدريس النظري والسريري. كنت مرة قرب الهاتف حينما اتصل بأستاذ تأخر عن الحضور مما عجل بحضوره وبقي ينتظره لحين حضوره!
ترأس المرحوم الجليلي قسم الطب لسنوات عديدة فكان الساهر على مصلحة الطلبة والمرضى والكلية على حد سواء، وغادر كلية طب بغداد حين استلم مسؤولية جامعة الموصل الفتية عام 1967 والتي رعاها وساهم في جعلها منارا للعلم في عراقنا العزيز.
لقد كان متفانيا في تطبيق النظام بدرجة لالين فيها مما يؤجج بعض النفوس أحيانا. وتكمن قوته هنا أنه لايتوخى من ذلك أية مصلحة شخصية وكسب ذاتي. كان رحمه الله مثلا أعلى في سبيل خدمة المرضى وإرساء أصول المهنة وعدم التفريط بالوقت والجهد إلا بما يفيد.
وبالرغم من مشاغله والتزاماته السريرية وإدارة قسم الباطنية ورئاسة جامعة الموصل وغير ذلك من المسؤوليات والنشاطات، كانت له الرغبة والقدرة على الولوج في بحور العلم الاخرى خارج الطب السريري. فتراه رائدا في تاريخ الطب العربي الاسلامي فبحث وكتب الكثير عن ذلك. وحمل مشعل التعريب واستحداث معجم طبي موحد للوطن العربي فساهم مع الاساتذة الرواد الاخرين د. جميل عانوتي (لبنان)، ود. حسني سبح (سوريا)، د. سعيد شعبان (الجزائر)، ود. الصدّيق الجدي (تونس)، ود. عادل حسين لطفي (مصر)، د. عبداللطيف البدري (العراق)، د. عبداللطيف بنشقرون (المغرب)، د. محمد أحمد سليمان (مصر)، د. محمد هيثم الخياط (سوريا)، د. مروان المحاسني (سوريا)، و د. أحمد عبد الستار الجواري، في تأليف المعجم الطبي الموحد الذي تبنته منظمة الصحة العالمية في القاهرة. وكذلك وبفضل جهوده الخيرة تم إصدار الطبعة الثانية للمعجم في جامعته؛ جامعة الموصل عام 1978.
في العام 2010 زرت لندن واتفقت مع الأخ الفاضل الاستاذ الدكتور اسماعيل الجليلي أن أزور الاستاذ محمود في الفندق الذي كان يقيم فيه حينما كان في زيارة الى لندن. ومما يؤسفي ويؤلمني شخصيا هو عدم قدرتي على اللقاء به حينما حالت دون ذلك ظروف قاهرة. ولكن مايخفف ذلك أني تحدثت معه على الهاتف وأبديت له مايجب من العرفان والتبجيل.
رحم الله أستاذنا الجليل، الجليلي، الذي أفنى حياته في العمل على رفعة شأن الطب في عراقنا والوطن العربي وساهم مساهمة رائدة في إرساء الخلق الطبي وآمن برعاية لغة القرآن واستثمار ثرائها في لغة الطب وأعطى مثلا صالحا في الايثار ونكران الذات والتفاني في أداء الواجب الذي تجاوزه كثيرا لتقديم الاكثر والافضل.
ستبقى ذكراه منارا للأجيال القادمة وستبقى سيرته نبراسا تضيئ الدرب لمن يعمل على خدمة المبدأ والنفع العام ويتمثل فيه بصدق الحديث النبوي الشريف أن "خير الناس من نفع الناس".
أسكنه الله فسيح جناته وحشره راضيا مرضيا مع النبيين والصديقين وألهم ذويه وطلابه ومرضاه ومحبيه الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا اليه راجعون
عبد الهادي الخليلي
واشنطن[*]
وادخلي جنتيʘ فادخلي في عبادي ʘ ارجعي الى ربك راضية مرضية ʘ"ياأيتها النفس المطمئنة ʘ
فقد العراق والامة العربية والموصل الحدباء علماً من أعلام الطب والعلم والثقافة والمبدأ الثابت، هو العلامة الطبيب والمعلم الاستاذ الدكتور محمود الجليلي رحمه الله وأحسن اليه.
لقد كتب العديد من أساتذتنا وزملائنا مايليق بصاحب الذكر الحسن المرحوم الاستاذ الدكتور الجليلي "وإنما المرء حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن روى"، ونشروا بالتفصيل مسيرة حياته العلمية والاجتماعية الفريدة.
ولقد لخص موقع المجمع العلمي العراقي مسيرته حيث ذكر بأنه دخل كلية الطب ببغداد في عام 1937 وتخرج فيها بدرجة بكالوريوس طب وجراحة عام 1943. نال من جامعة القاهرة دبلوم الدراسات العليا في الامراض الباطنية عام 1945 ومن جامعة لندن عام 1946. ثم التحق بجامعة هارفرد وحصل على ماجستير علوم بالطب الباطني عام 1954. في العام 1946 عين طبيبا في المستشفى الحكومي ومن ثم استاذا مساعدا في كلية الطب عام 1953 واصبح مديرا لمعهد البحوث الطبية عام 1956 فاستاذا في كلية الطب بجامعة بغداد عام 1961 ورئيس دائرة الطب وقسم الطب بجامعة بغداد عام 1963-1967 ورئيس جامعة الموصل عام 1967.
اختير عضوا عاملا في المجمع العلمي العراقي عام 1963-1996 ونائب الرئيس الاول 1979. وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية في القاهرة منذ عام 1970 وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بدمشق وعضو مؤازر في مجمع اللغة العربية الاردني وزميل كلية الاطباء الملكية بلندن وعضو فيها منذ عام 1946 وعضو مجلس جامعة بغداد عام 1963-1967. وعضو المجلس الاعلى للبحوث العلمية 1946-1967 وعضو اتحاد الاطباء العرب في القاهرة. نشرت اكثر بحوثه ودراساته في دوريات عالمية مختصة وفي مجلة المجمع العلمي العراقي وبعض المجلات العربية.
في كلية الطب تبدأ مرحلة الدراسة السريرية في الصف الرابع وتستمر حتى الصف السادس حيث التخرج. وهناك تعرفنا على جل أساتذتنا في كافة الاختصاصات إما مباشرة أو بالسماع عنهم. وكان للمرحوم الاستاذ الجليلي وقع خاص لدى الطلبة حيث كان الاستاذ العالم المهيب المتفاني الدؤوب الذي أعطى كل وقته للتعليم والعمل. كان شديد المراس لايثنيه عما يؤمن به، وكان يمنح جل جهده ووقته للكلية والمستشفى ولم يأبه كثيرا بالعيادة الخاصة.
كان لي الشرف أن يكون الجليلي رئيس لجنة امتحاني في الطب الباطني في نهاية الصف السادس. وبالرغم ما عرف عنه بالصرامة والشدة فقد أثبت خلال تلك اللحظات العصيبة التي يمر بها الطالب بأنه ذلك المربي الفذ اللين العريكة المريح للنفس. ولله الحمد كنت عند حسن تقديره وتخرجت الاول على دفعتي في الكلية.
وعند تعييني عام 1968 في المستشفى الجمهوري كمقيم سنة أولى تسنمت مسؤولية الردهة السادسة بسبب قلة المقيمين الاقدمين في تلك الفترة حيث استلمت وجبتنا من المقيمين الدوريين المسؤولية كاملة في مختلف الردهات بدون مقيم أقدم، وهذه حالة غير معهودة. كان الاستاذ الجليلي هو المسؤول عن الردهة السادسة وشاركه فيها الاستاذ الدكتور المرحوم زهير قصير ومن بعد ذلك التحق الدكتور قيس الملي. عند مباشرتي حاولت أن "أجدد" في تنظيم غرفة الطبيب المقيم على يسار مدخل الردهة. كانت إحدى زوايا الغرفة مكدسة بملفات وعلب لم يدخلها النور لسنوات عديدة كما تبدو في حينها. وعند القيام بتفريغ الرفوف شاهدت ما بهرني ولحد الان. كانت هناك على الرفوف العشرات من القناني الصغيرة بحجم 30 مليلتر محكمة الغطاء وتحوي سائل الفورمالين تسبح داخلها أكباد فئران مختبرية. كانت تلك بقايا البحوث التي قام بها الاستاذ محمود الجليلي في الاربعينات من القرن، كما صرح بها الاستاذ زهير قصير. لقد كان رحمه الله مولعا بالبحث في أسرار تشمع الكبد. لقد بهرني هنا الاستاذ محمود كباحث حيث ان القيام بالبحوث المختبرية من قبل استاذ الطب السريري في ذلك الوقت شئ غير متعارف عليه وطريق لايسلكه الكثير من الاطباء. واحنيت رأسي أمام هذا المربي والرائد وعرفت حينئذ بأن الربط بين العمل السريري والبحث المختبري ممكن ومهم.
مما يذكر بالعرفان للأستاذ المرحوم الجليلي أسلوب تدريسه المتميز النظري والعملي وكذا تنظيمه ومتابعته للبرنامج التعليمي لطلبة المراحل السريرية حيث استحدث برنامج الحلقات النقاشية للطلبة فوزع الطلبة على مجاميع لكل مجموعة استاذا يشرف عليهم من قسم الباطنية ووفق جدول منظم حيث يبدأ البرنامج صباحا وفي تمام الساعة الثامنة ولمدة ساعة واحدة. وترى الجليلي وكأنه في الميدان العسكري وبكل حرص وتفان يتفقد كل المجاميع والويل لمن لم يحضر من الطلبة "والاساتذة"! وقد كان هذا البرنامج رديفا مهما جدا للتدريس النظري والسريري. كنت مرة قرب الهاتف حينما اتصل بأستاذ تأخر عن الحضور مما عجل بحضوره وبقي ينتظره لحين حضوره!
ترأس المرحوم الجليلي قسم الطب لسنوات عديدة فكان الساهر على مصلحة الطلبة والمرضى والكلية على حد سواء، وغادر كلية طب بغداد حين استلم مسؤولية جامعة الموصل الفتية عام 1967 والتي رعاها وساهم في جعلها منارا للعلم في عراقنا العزيز.
لقد كان متفانيا في تطبيق النظام بدرجة لالين فيها مما يؤجج بعض النفوس أحيانا. وتكمن قوته هنا أنه لايتوخى من ذلك أية مصلحة شخصية وكسب ذاتي. كان رحمه الله مثلا أعلى في سبيل خدمة المرضى وإرساء أصول المهنة وعدم التفريط بالوقت والجهد إلا بما يفيد.
وبالرغم من مشاغله والتزاماته السريرية وإدارة قسم الباطنية ورئاسة جامعة الموصل وغير ذلك من المسؤوليات والنشاطات، كانت له الرغبة والقدرة على الولوج في بحور العلم الاخرى خارج الطب السريري. فتراه رائدا في تاريخ الطب العربي الاسلامي فبحث وكتب الكثير عن ذلك. وحمل مشعل التعريب واستحداث معجم طبي موحد للوطن العربي فساهم مع الاساتذة الرواد الاخرين د. جميل عانوتي (لبنان)، ود. حسني سبح (سوريا)، د. سعيد شعبان (الجزائر)، ود. الصدّيق الجدي (تونس)، ود. عادل حسين لطفي (مصر)، د. عبداللطيف البدري (العراق)، د. عبداللطيف بنشقرون (المغرب)، د. محمد أحمد سليمان (مصر)، د. محمد هيثم الخياط (سوريا)، د. مروان المحاسني (سوريا)، و د. أحمد عبد الستار الجواري، في تأليف المعجم الطبي الموحد الذي تبنته منظمة الصحة العالمية في القاهرة. وكذلك وبفضل جهوده الخيرة تم إصدار الطبعة الثانية للمعجم في جامعته؛ جامعة الموصل عام 1978.
في العام 2010 زرت لندن واتفقت مع الأخ الفاضل الاستاذ الدكتور اسماعيل الجليلي أن أزور الاستاذ محمود في الفندق الذي كان يقيم فيه حينما كان في زيارة الى لندن. ومما يؤسفي ويؤلمني شخصيا هو عدم قدرتي على اللقاء به حينما حالت دون ذلك ظروف قاهرة. ولكن مايخفف ذلك أني تحدثت معه على الهاتف وأبديت له مايجب من العرفان والتبجيل.
رحم الله أستاذنا الجليل، الجليلي، الذي أفنى حياته في العمل على رفعة شأن الطب في عراقنا والوطن العربي وساهم مساهمة رائدة في إرساء الخلق الطبي وآمن برعاية لغة القرآن واستثمار ثرائها في لغة الطب وأعطى مثلا صالحا في الايثار ونكران الذات والتفاني في أداء الواجب الذي تجاوزه كثيرا لتقديم الاكثر والافضل.
ستبقى ذكراه منارا للأجيال القادمة وستبقى سيرته نبراسا تضيئ الدرب لمن يعمل على خدمة المبدأ والنفع العام ويتمثل فيه بصدق الحديث النبوي الشريف أن "خير الناس من نفع الناس".
أسكنه الله فسيح جناته وحشره راضيا مرضيا مع النبيين والصديقين وألهم ذويه وطلابه ومرضاه ومحبيه الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا اليه راجعون
عبد الهادي الخليلي
واشنطن[*]