علاقة الجامعة بالمجتمع وأمكانية الأستفادة منه

General discussions Concerning Iraqi Higher Education

Moderator: Al-Wahedi

Post Reply
Al-Wahedi
Site Admin
Posts: 297
Joined: Fri Nov 26, 2004 2:24 pm
Contact:

علاقة الجامعة بالمجتمع وأمكانية الأستفادة منه

Post by Al-Wahedi »

علاقة الجامعة بالمجتمع وأمكانية الأستفادة منه

ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد – جامعة البصرة – كلية الآداب
تقوم الجامعات بوظيفتين تقليديتين متميزتين هما التدريس والبحث العلمي ، فمن خلال النشاطات التدريسية توفر الجامعات لطلبتها التدريب المناسب الذي ينسجم مع أختصاصاتهم العلمية ليكونوا مؤهلين لتبؤا الوظائف العليا فيما بعد فضلا عن تقديم التعليم اللازم لتطوير الشخصية. وأدى البحث العلمي في الجامعة الى تعميق المعرفة النظرية وكيفية تطبيقها للتعاطي مع المشاكل العملية.
وقد حصرت الجامعة التقليدية نفسها بشكل أساسي بحلقة مغلقة من الأساتذة والطلبة الذين ينحدرون من الطبقة العليا في المجتمع وعاشت في عزلة نسبية أصطلح عليها ب (البرج العاجي) وأنصب دورها على تأهيل نخبة المجتمع وكذلك تهيئة المجتمع للتكيف مع هذه النخبة. أما البحث فكان أمتيازا مقصورا على الأساتذة ويعتمد الى حد كبير على أهتماماتهم الشخصية وتعاونهم فيما بينهم.
لقد عرف عن تلك الجامعات التقليدية أداءها الباهر الذي وضع الأساس لتقدم الجنس البشري. غير أن تلك الجامعات فقدت فيما بعد تواصلها مع المجتمع الى أن عزلت نفسها تماما ولم تعد على دراية بما يدور في المجتمع المحيط بها. ويعود سبب ذلك الى الشعور بالقلق الشديد أزاء أوضاعها. وأدى ذلك الى أنكماش أداء تلك الجامعات حيث أن المعيار النهائي لقياس ماتحققه جامعة ما يتحدد بما تقوم به من جهد لتحسين حياة الناس الذين تخدمهم الجامعة ، فلايمكن أن تتحقق الفائدة المتوخاة من الجامعة ألا في حال أرتباط الجامعة بالمجتمع عضويا. وبعبارة أخرى لابد أن تكون أحتياجات المجتمع محط أهتمام الجامعة في نشاطاتها المختلفة على أن يقترن ذلك بالمرونة أنسجاما مع الأحتياجات المتغيرة في مختلف أرجاء العالم.
لقد تطورت الجامعات الحالية منذ فترات زمنية بعيدة أستجابة لأحتياجات المجتمع حينذاك. وتتجه البلدان الصناعية لأستحداث جامعة النخبة لخدمة عموم الشباب مع وجوب التوافق مع المجتمع الديمقراطي التعددي القائم حاليا والمحافظة على المستوى المطلوب في مجالي التدريس والبحث العلمي. وفي عموم البلدان النامية تم تأسيس الجامعات وفق نماذج غربية وفي بعض الأحيان بدأت الجامعات هناك مسيرتها فروعا للمؤسسات العلمية الأوربية القديمة. وجاءت المناهج وطرق التدريس منسجمة مع المجتمع الذي نشأت فيه فالجامعات الأمريكية والأوربية تتجاوب مع أهتمامات المجتمعات الصناعية الأمريكية والأوربية الحالية والماضية ، كما أن مشاريع البحوث تتمحور حول المشاكل التي تواجه تلك المجتمعات فضلا عن أحتياجاتها وأوضاعها. تأسيسا على ذلك تواجه الجامعات في مختلف أرجاء العالم المرحلة الأنتقالية ذاتها من جامعات تقتصر على فئة محدودة الى جامعات تتعاطى مع أعداد كبيرة. على أن الجامعات في الأقطار النامية تواجه مسؤوليات أضافية لما ذكرناه آنفا.
http://www.professor-frithjof-kuhnen.de ... eges/2.htm
Post Reply